الأربعاء 20 ذو الحجة 1445ﻫ

يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية الثلاثاء والأربعاء في زيارة استثنائية قد يتم في ختامها توقيع اتفاق شراكة استراتيجية بين هذين البلدين اللذين يرى الغرب إنهما يطرحان تهديدا.

ويشعر الأميركيون والأوروبيون منذ أشهر بقلق من التقارب المتسارع بين موسكو وبينغ يانغ ويتهمون كوريا الشمالية بتسليم روسيا ذخيرة لشن هجماتها في أوكرانيا مقابل مساعدة تكنولوجية ودبلوماسية وغذائية.

ووصف يوري أوشاكوف  المستشار الدبلوماسي لفلاديمير بوتين زيارة الأخير بأنها لحظة مهمة للبلدين الخاضعين لعقوبات غربية، وأعرب عن أمله في توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية.

وقال لوسائل إعلام روسية إنه سيتم توقيع “وثائق مهمة للغاية”، مشيرا إلى “احتمال إبرام اتفاق شراكة استراتيجية شاملة”.

ولفت إلى أن “هذه المعاهدة في حال التوقيع عليها ستكون بالطبع مشروطة بالتطور العميق للوضع الجيوسياسي في العالم وفي المنطقة وبالتغيرات النوعية التي حدثت مؤخرا في علاقاتنا الثنائية”.

وقال إنه يتوقع أن “يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن توقيعها خلال الساعات المقبلة”.

وأعرب البيت الأبيض عن قلق الولايات المتحدة إزاء العلاقات التي تزداد توثقا بين روسيا وكوريا الشمالية. 

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحايين الاثنين “لسنا قلقين بشأن زيارة” بوتين، مضيفا “ما يقلقنا هو تعمّق العلاقات بين هذين البلدين”.

وقال كيربي إن القلق لا يقتصر فقط على “الصواريخ البالستية الكورية الشمالية لا تزال تستخدم في ضرب أهداف أوكرانية، بل أيضا لأنه قد يحصل تبادل من شأنه أن يؤثر على أمن شبه الجزيرة الكورية”.

ووفقا للمصدر نفسه، فإن بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيدليان أيضا “بتصريحات صحفية” وسيحضر الرئيس الروسي حفلا موسيقيا يقام على شرفه.

وسيرافق بوتين وزيرا الخارجية سيرغي لافروف والدفاع أندريه بيلوسوف ونائبان لرئيس الوزراء ورئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس).

وسيزور الرئيس الروسي في 19 و20 من الجاري فيتنام شريك روسيا الآخر في الحقبة السوفياتية.

“رفاق سلاح”

تأتي الزيارة بعد تسعة أشهر على استقبال بوتين الزعيم الكوري الشمالي في أقصى الشرق الروسي، وهي زيارة طغت عليها أجواء الثناء دون إبرام أي اتفاقات، أقله رسميا.

وبحسب الغربيين استخدمت بيونغ يانغ مخزونها الضخم من الذخائر لتزويد روسيا بكميات كبيرة منها، واتهم البنتاغون موسكو الأسبوع الماضي باستخدام صواريخ بالستية كورية شمالية في أوكرانيا.

في المقابل تقول واشنطن وسيول إن روسيا زودت كوريا الشمالية بالخبرة اللازمة لبرنامجها للأقمار الاصطناعية وأرسلت مساعدات لمواجهة نقص الغذاء في البلاد.

وأشاد كيم جونغ أون الأربعاء قبل زيارة الرئيس الروسي بـ”روابط الأخوة الراسخة لرفاق السلاح” بين بيونغ يانغ وموسكو والتي تعود إلى الحقبة السوفياتية.

خلال زيارته لروسيا في أيلول 2023، أعلن أن العلاقات بين كوريا الشمالية وموسكو “على رأس أولويات” بلاده.

فيتو

يقدم فلاديمير بوتين هجومه على أوكرانيا وجهوده الدبلوماسية على أنها معركة لمحاربة الهيمنة الأميركية على الساحة الدولية، ويفتخر بدعم العملاق الصيني له.

والصين هي الداعم الاقتصادي الرئيسي وحليف دبلوماسي لكوريا الشمالية.

وهذه الزيارة الثانية لكوريا الشمالية التي يقوم بها بوتين وكانت آخر زيارة له منذ نحو ربع قرن، بعيد وصوله إلى السلطة للقاء والد كيم جونغ أون، كيم جونغ إيل.

وقبل زيارته لكوريا الشمالية، قام عدد من كبار المسؤولين الروس بينهم رئيس أجهزة الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين، بزيارة بيونغ يانغ. وكان وزير خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي في موسكو في يناير.

في مارس استخدمت روسيا الفيتو في مجلس الأمن الدولي لوضع حد لمراقبة انتهاكات العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، وهذه بمثابة هدية كبيرة لبيونغ يانغ.

وحذر محللون أيضا من تكثيف التجارب وإنتاج الصواريخ المدفعية والصواريخ العابرة من قبل كوريا الشمالية المسلحة نوويا لتسليم روسيا الأسلحة في المستقبل في هجومها على أوكرانيا.

مراقبة عن كثب

وأعلنت كوريا الجنوبية الخميس أنها “تراقب عن كثب التحضيرات” لزيارة فلاديمير بوتين لجارته، داعية موسكو إلى “المساهمة في نشر السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية مع احترام القرارات الدولية”.

وزودت سيول أوكرانيا بمساعدة عسكرية كبيرة وزار الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الشهر الماضي وانضمت إلى العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ الاثنين في واشنطن إن زيارة الرئيس الروسي تظهر “مدى اعتماد الرئيس بوتين وموسكو الآن على الدول الاستبدادية في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف ستولتنبرغ “أقرب أصدقائهم وأكبر الداعمين للمجهود الحربي الروسي – الحرب العدوانية – هم كوريا الشمالية وإيران والصين”.

وردا على سؤال حول الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الناتو، قال ستولتنبرغ “هناك العديد من العقوبات بالفعل على كوريا الشمالية. والمشكلة هي أن روسيا تنتهك الآن تلك العقوبات”.

بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لوكالة فرانس برس إن “أفضل طريقة للرد عليها (الزيارة) هي مواصلة تعزيز التحالف الدبلوماسي من أجل سلام عادل ودائم في أوكرانيا وتسليم مزيد من صواريخ باتريوت والذخائر إلى أوكرانيا”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version