الأثنين 12 ذو القعدة 1445ﻫ

أطلقت المغنية والملحنة الأيرلندية كلير ساندز أغنية قصيرة بعنوان “كل العيون على رفح”، نددت فيها باجتياح الجيش الإسرائيلي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وحثت ساندز المتضامنين مع القضية الفلسطينية على التظاهر من أجل وقف الحرب على قطاع غزة، ومقاطعة فعاليات مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن”، التي انطلقت في الخامس من مايو/أيار الجاري في السويد وتستمر حتى بعد غد السبت.

وقالت ساندز “أرسلوا لساستكم، اخرجوا إلى الشوارع، قاطعوا المنتجات الإسرائيلية، قاطعوا يوروفيجن. شاركوا الأصوات الفلسطينية وثقافتهم وموسيقاهم وأشعارهم”، قبل أن تغني لفلسطين باللغة الأيرلندية الكلتية.

وفي مقطع فيديو آخر على حسابها في إنستغرام، دعت ساندز أمس الأربعاء إلى إطلاق فعالية أخرى بديلة لمسابقة “يوروفيجن” لا تشارك فيها إسرائيل، قائلة “كيف تجري الأمور؟ أنا كيم ساندز، وأنا أدعم مسابقة يوروفيجن البديلة التي لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف أن تشارك فيها إسرائيل التي تمارس الإبادة الجماعية أمام أعيننا في غزة”.

وقالت “إنه نفاق كامل لا أفهمه ومعايير مزدوجة من قبل الاتحاد الأوروبي الذي ينظم هذه المسابقة. يمكن لأيرلندا والفنان الأيرلندي المشارك في المسابقة أن يقاطع المسابقة، يمكننا الاستماع إلى رغبات الشعب الفلسطيني”.

وفي مطلع مارس/آذار الماضي، ذكرت ساندز في منشور على إنستغرام أن “الكوابيس والفظائع التي لا يمكن تصورها لا تزال تتكشف في جميع أنحاء فلسطين. الآن أكثر من أي وقت مضى، علينا أن نستمر في الخروج والاحتجاج والظهور والغناء والإبداع والمقاطعة، والحفاظ على ثقافة فلسطين حية. علينا أن نستمر في فتح المحادثات مع أولئك الذين هم على الحياد من خلال الفنون، وحشد أصدقائنا وعائلاتنا، والحفاظ على الأغنية حية”.

وفي 6 مارس/آذار 2024، انضمت المغنية الأيرلندية إلى حملة واسعة انطلقت في بلادها تحت عنوان “قاطعوا البيت الأبيض” ردا على ما وصفوه بدعم واشنطن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

ومن خلال أغنية تضم لحن أغنية “الندى الضبابي”، وهي أغنية متمردة أيرلندية تحتفل بانتفاضة عيد الفصح عام 1916، أطلقت الحملة نداء للسياسيين الأيرلنديين لتذكرهم بتاريخهم ونضالهم، وتدعوهم للوقوف في تضامن حقيقي مع شعب فلسطين.

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ظهرت ساندز في مقطع فيديو وهي تعزف الموسيقى مرتدية الكوفية الفلسطينية، وكتبت منشورا على إنستغرام “لقد كنت عاجزة عن الكلام لعدة أسابيع (وسنوات) وأنا أشاهد الفظائع التي لا يمكن وصفها والكابوس الحي الذي يتكشف في جميع أنحاء فلسطين”.

وأضافت “عندما أفكر في فلسطين، أفكر في الثقافة، أفكر في الموسيقى التي تعلمتها والضحكات والجلسات مع الشباب والشابات الفلسطينيات، أفكر في المقلوبة والوجبات المشتركة والقصص المروية. شعرت بالحب للعائلة والأرض والمكان، والأهم من ذلك كله الحفاظ على التقاليد والموسيقى حية”.

وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2023، ظهرت على المسرح للغناء قائلة “هذه أغنية شعبية فلسطينية اسمها عالهوى عالهوى، وهي أغنية تعلمتها عندما كنت في فلسطين، أعتقد كان ذلك في أبريل/نيسان 2022، وكنت محظوظة بما يكفي عندما ذهبت إلى مخيم اللاجئين، وكنت هناك بسبب صديقتي الجميلة”.

وختمت “منذ أن كنت في الرابعة من عمري تقريبا وأنا متأكدة جدا من قوة الموسيقى وشفائها، وبنيت حياة كاملة حول هذا الاعتقاد. بينما نشاهد رعبا لا يمكن تصوره ويتكشف واحدا تلو الآخر، لا يمكننا أن ننسى الثقافة الفلسطينية الجميلة والغنية. علينا أن نواصل الغناء. علينا أن نستمر في الظهور”.

مشاركة إسرائيل في يوروفيجن.. احتاججات واسعة

و”يوروفيجن” مسابقة غنائية ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي منذ عام 1956، وتعد أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين، الذي يقدر في السنوات الأخيرة بما بين 100 و600 مليون شخص حول العالم.

وتشارك إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية بنسخة منقحة من أغنية “مطر أكتوبر” من أداء المطربة إيدن غولان (20 عاما) والتي رفضتها إدارة المسابقة كونها “تحمل دلالات سياسية”، وهو أمر محظور في المسابقة.

وأثارت مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن احتجاجات عدة، وتركزت الانتقادات على الجهتين المنظمتين، وهما الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون، والتلفزيون السويدي العام “إس في تي”.

وفي فبراير/شباط الماضي، دعا ما يقارب من 30 عضوا في البرلمان الأوروبي اتحاد البث الأوروبي إلى تطبيق معايير الاتحاد واستبعاد إسرائيل من مسابقة الموسيقى يوروفيجن 2024 أسوة بما حدث مع روسيا المحظور مشاركتها في المسابقة منذ عام 2022 بسبب حربها على أوكرانيا.

وفي أبريل/نيسان الماضي، طالب أكثر من 400 فنان أيرلندي مواطنتهم بامبي ثاغ المرشحة لـ”يوروفيجن” بمقاطعة المسابقة بسبب مشاركة إسرائيل فيها.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، طلبت الجمعية الآيسلندية للملحنين وكتاب الأغاني من أعضائها عدم المشاركة في المسابقة الأوروبية ما لم يتم حظر إسرائيل، وهو ما رفضه اتحاد البث الأوروبي.

وانضم أكثر من 1400 فنان فنلندي إلى الموسيقيين الآيسلنديين في المطالبة بمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقة يوروفيجن بسبب الحرب على غزة.

وانضمت إسرائيل إلى المسابقة عام 1973، وعلى مدى 50 عاما شاركت 45 مرة في المسابقة، وفازت بها 4 مرات كان آخرها في يوروفيجن 2018 بأغنية “لعبة”، التي أدتها المغنية نيتا برزيلاي.

من كلير ساندز؟

ولدت كلير ساندز في مقاطعة ويكسفورد شمالي أيرلندا، وبدأت العزف على الكمان في سن الثالثة.

بعد المدرسة، ذهبت ساندز لدراسة الموسيقى الإيطالية في كلية جامعة كورك، وحصلت في عام 2020 على درجة الماجستير بدرجة مرتبة الشرف الأولى في التأليف والممارسة الإبداعية من الأكاديمية الأيرلندية العالمية.

أثناء وجودها في الجامعة، طوّرت مهاراتها ككاتبة أغان وملحنة وعازفة متعددة اللغات، تعزف على أكثر من عشر آلات موسيقية من بينها الكمان والغيتار.

تعاونت كلير ساندز طوال عام 2021 مع أفضل الموسيقيين الشعبيين والتقليديين في أيرلندا أمثال سوزان أونيل وستيف كوني وتومي ساندز وبريدين وليام ماونلي.

وفي عام 2022 صدر ألبوم “كلير” الذي حمل عنوانا ذاتيا، وحصلت على ترشيح “أفضل مغنية شعبية” في جوائز أيرلندا الشعبية، وأفضل 5 ألبومات شعبية في البلاد لعام 2022.

وبعد عروضها في مهرجان غلاستونبري ومركز الفنون الأيرلندية في مدينة نيويورك العام الماضي، تواصل كلير ساندز تقديم أغانيها في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية خلال عام 2024.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version